GuidePedia

0




قال وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة السيد نبيل بنعبد الله في الكلمة التي تلتها نيابة عنه كاتبة الدولة المنتدبة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء شرفات أفيلال، أن هذا  الملتقى يشكل فرصة للاستحضار المسؤوليات المعنوية تجاه مدينة تجسد بحق شاهدا على عبقرية المكان بإعتبارها إرثا حضاريا يستحق أن يحمل بجدارة الترتث المشترك للانسانية جمعاء.




وفي هذا الصدد أعلن نبيل بعبد الله أنه يتمنى ، أنه يتمنى أن يصبح مثل هكذا احتفال تقليدا بجل المدن العتيقة وغيرها من الحواضر المغربية، نظرا لما تنطوي عليه من فرصة تتلاقح فيها أفكار المثقفين والفنانين والخبراء والمنتخبين وصناع القرار. وأضاف الوزير، في كلمته الافتتاحية بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرينية لتصنيف المدينة العتيقة لمدينة تطوان تراثا عالميا إنسانيا يومه الاثنين 24 أبريل الجاري بالقاعة الكبرى لعمالة تطوان، أن هذه اللقاء مناسبة أيضا لاستحضار المسؤوليات المعنوية تجاه مدينة تجسد بحق شاهدا على عبقرية المكان .


من جهة أخرى أبرز المتحدث، أن تصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا إنسانيا يعد أمانة وتكليفا، باعتباره ليس مجرد استدعاء للماضي الذي عايشه أسلافنا بكل اقتدار، ولكن لكونه أيضا وخصوصا مجالا لعيش الآف الأسر التي تصل الماضي بالحاضر، في تواؤم يتعين أن يكون ملائما، ذلك لأن المدينة تزخر بكل المقومات الذاتية التي تؤهلها للنهوض بظروف عيش ساكنتها وإحداث تنمية حقيقية لهم.


ووعد الوزير في كلمته أنه سيقوم بزيارات لمدينة تطوان في القريب العاجل، من أجل الوقوف شخصيا على ما يمكن أن تقوم به الوزارة من برامج  مستقبلية ، وأيضا من أجل الوقوف على ماهو في طور الإنجاز من مشاريع للتأهيل الحضري لمدينة تطوان والتي تجاوزت قيمة مساهمة الوزارة في تمويلها مبلغ 700 مليون درهم.


من جهته اعتبر رئيس الجماعة الحضرية لتطوان الدكتور محمد إدعمار  أن هذا الملتقى أصبح يشكل محطة هامة من أجل بلورة وعي جماعي بأهمية هذا التتويج ،ولتقاسم التجارب في كيفية تثمين والمحافظة على هذا الموروث الإنساني التاريخي.


و استعرض محمد إدعمار،  مسار تتويج المدينة العتيقة لتطوان لهذا التصنيف، الذي إنطلق في أكتوبر 1977 عندما أقدم المجلس الجماعي لتطوان على عهد الرئيس الأسبق المرحوم محمد أزطوط على تقديم ملف تصنيف المدينة العتيقة لدى هيئة اليونسكو، وصولا إلى تتويج الملف وتصنيفها سنة 1997 تراثا عالميا، أكد الرئيس على أن الجماعة تتوخى من هذا الملتقى لإحياء الذكرى 20 لتتويج المدينة العتيقة لتطوان تراثا إنسانيا عالميا، مجموعة من الأهداف وعلى رأسها التواصل مع المدينة العتيقة لتطوان وخلق وعي جماعي وتحسيسهم بأهمية الأنسجة العتيقة التي يقطنونها ويستثمرونها، وبأنها تراثا إنسانيا وحقا مشتركا ليس فقط للتطوانيين والتطوانيات والمغاربة بل هي حق مشترك للإنسانية جمعاء، وأننا كتطوانيات وتطوانيين مؤتمنون على هذا التراث وهذا التاريخ وحمايته من الاندثار والضياع.


وأضاف ذات المتحدث، أنه يجب أن يمتلك الجميع هذا الوعي بالمسؤولية المشتركة لأجل الحفاظ على هذا الموروث التاريخي الإنساني، حيث أنه يمكن تعويض كل شيء بإستثناء الموروثات التاريخية والأنسجة التاريخية داخل الفضاءات العمرانية.


كما أبرز رئيس جماعة تطوان، أن هذا الملتقى يعرف حضور كل المدن المغربية المصنفة تراثا عالميا وكذلك كل المدن المعروفة بعتاقة مدنها القديمة، وهي فرص أمام رؤساء وعمداء هذه المدن من أجل بلورة وعي جماعي لأهمية هذا التتويج ولتقاسم التجارب في كيفية تثمين والمحافظة على هذا الموروث الإنساني التاريخي، وخاصة وأن مشاكلنا على مستوى المدن العتيقة هي مشاكل مشتركة ، مشكل الدور الآيلة للسقوط ، مشكل الكثافة السكانية داخل أسوار مددنا العتيقة، مشكل الهشاشة الإجتماعية لقاطني هذا النسيج العمراني، مشكل الأمن أحيانا، ومشكل صيانة الأنسجة العمراني داخل المدينة العتيقة، والذي تكون تكلفته مرتفعة وتحتاج إلى تقنيات ومقاولات متخصصة ، وبالتالي فإن هذا النوع من المشاكل يجب أن يكون فيه تبادل الخبرات بين المسؤولين الجماعيين، من أجل إيجاد أجوبة مشتركة منسجمة لمواجهة هذه التحديات.

وقد تميز حفل الافتتاح، الذي أداره المستشار سعيد مسلم، بتكريم ثلة من أبناء مدينة تطوان والذين بصموا بصمات كبيرة في تاريخ ومسار المدينة، حيث كانت مناسبة للاعتراف والتقدير لمساراتهم ونضالياتهم وإسهاماتهم في إثراء رصيد وإشعاع مدينة تطوان، حيث تم تكريم المرحوم محمد أزطوط "الرئيس الأسبق لبلدية تطوان" والوطني الأستاذ والمربي عبد السلام الصفار، وسعادة السفير أبوبكر بنونة، والفنان التشكيلي سعد السفاج، والمؤرخة والشاعرة حسناء داوود.



                                                                                                                                                       المصدر

إرسال تعليق